قصيدة الاتهام للشاعر مظفر النواب

اتهم واقتحم وبغير المنايا البنادق لا تلتزم

قل أنا البندقية لست يزيدا ولا المعتصم

تدلهم أعرف ادلهمى ستبرق إذ تدلهم

وتطوى طريا على نارها حيث لم يستقم

شد صلبك بالبندقية يشتد..

أم الجبائر هذى وأم العزم

واقتحم واقتحم أو فأنت الذى اتهم

إن لحمك من لحم سيفك

فاضرب بمذبحة يلتهمونك أو تلتهم

إنما الرجل البندقية لا يستريح ولا يحتلم

مقدم البندقية نعم المبيت ونعم الرحم

راهنوك على دمعتى أمة اصنع الدهر من دمهم

وارمه وانتقم

مالنا والطلاسم والحظ

انهض إلى حربة أكملت وعيها نحتكم

لا تقوم الجسور ولا تستقيم إذا كان بناؤها ينهدم

اقتحم واحترق

لا تسلم عنانك للأشعرى ولا تنزلق

أوثقت بمن بمواقفه لا يثق

ربما خدعتك المقاييس

كل بتاريخه يلتصق

قتلتنا الرتوق

فهذى الرتوق وما بلغت تنفتق

العراة السكاكين منهم أنا

لا الرتوق ولا ثوب ذل خلق

اقتحم..

ذئب خزى بلحم الجماهير فى مصرنا يهتدم

أبشع العهر عهر هرم

ما غريب يقبل دعر عزيزته

نسب سافل يلتحم

الغريب الغريب تأخر اسيافنا والذى نعتزم

طلقة والقرار لمصر

فمصر التى لعروبتها تنتقم

اقتحم..

أنسيت بأنهم شنقوك لأنهم أنزلوك من المشنقة

أنهم حلقة

لا تصدق دعاة بدون بنادقهم

فأنا كنت فى تلكم المحرقة

إنه العصر كل بحجم بنادقه

وهنالك من حجمهم بطنهم وشعارهم الملعقة

أيها القانعون بما تحتهم وطنا ومعالقهم ملصقة

البنادق ثم البنادق ثم البنادق

والخطوة الواثقة

لا أخاف عدوا يواجهنا

بل عدوا بنا اسمه القمع والسلطة المطلقة

نياشين دم الضحايا على صدرهم زنبقة

شبعنا من الخطب الخانقة

أى شعب تنادون للحرب

إن السجون على أمة مطبقة

اتركوا الشعب يعمل وفق أساليبه

فأساليبكم لا الديانات منها ولا الهرطقة

حضر الكركدن على قمعكم والتفاسير والحرتقة

إن من يغلقون السجون على الناس

لا يفتحون على القدس أبوابها المغلقة

اقتحم واسحب السلسلة

تجد الحل جزءا من اللغز

واللغز جزءاً من الحل والمعضلة

الذئاب هم قادة القافلة

فإذا أكلوك لعشق قضيتهم

أو أكلوها بدعوى لأجلك ما المشكلة

نحن فى سلة المهملات إذا انتصروا

وإذا انهزموا حملونا هزيمتهم كاملة

أيها الوطن المبتلى بالقيادات خنثى ومسترجلة

نفذ المهزلة

والتحم واقتحم بيد قد برتها البنادق

عن وحشة جوعها يبتسم

إن هذى يدا تبدأ الخير من طلقة وبها اتسم

أطبقوا وحدة البندقية

وحدة أعدائكم تنهزم.